مجتمع

العمارة المتدينة: كيف يؤثر الدين والأيديولوجيا في المعمار؟

العمارة كتاب تاريخي كبير الحجم، صفحاته هي البنايات التي تقف شاهدة على ثقافات وأفكار الشعوب وأنظمة الحكم المختلفة..إليك أبرز التحولات في العمارة الإسلامية

future لوحة القاهرة، رسم جان ليون جيروم

العمارة ليست مجموعة من الكتل الحجرية المتراصة بجوار بعضها البعض، بل كثيراً ما حملت بصمات ثقافية وروحية عميقة، تشي بفكر وعقيدة أصحابها. وأنجح التصاميم المعمارية هي تلك التي تجمع بين الجمال الظاهري والكفاءة العملية والروح الحضارية في انسجام وتناغم.

الصوتيات المعمارية الإسلامية

ارتبطت مظاهر معمارية معينة بالدين وتوارثتها الأجيال، كالمآذن والقباب والمحاريب، التي لم تكن مجرد مظاهر شكلية جميلة ارتبطت بالمساجد، بل كانت لها وظائف عملية في السابق تتصل بفن الصوتيات المعمارية.

فالمآذن وظيفتها رفع الأذان؛ حيث كان المؤذن يصعد إليها لينتشر صوته لأبعد مسافة في المدينة، وأحياناً كانوا يُفضِّلون أن يكون المؤذن أعمى، كي لا يكشف حرمة البيوت عندما يراها من الأعلى. وفي كتب الفقه اشترط بعض أهل العلم كون المؤذن أميناً، لأن الأمر لا يقتصر على ترداد بعض الجمل المحفوظة على مدار اليوم، بل هو مؤتمن على غض بصره حين يصعد إلى المئذنة التي تعلو بقية الدور.

أما المحراب المجوف الذي يعمل حالياً فقط على تمييز مكان القبلة في المساجد، فقد كان يُستخدم في البداية بهدف تجميع وتضخيم صوت الإمام ليعم أرجاء المسجد، ثم تُواصل القبة في السقف تكبير صوت الإمام ونشره في أرجاء المسجد، فبينما يصلي الإمام في محراب مقعر ينتقل صوته إلى الخلف وينتشر في أنصاف الكرات المجوفة في الأعلى، ليصل واضحاً إلى الصفوف الخلفية بلا ميكروفون، ويزداد تأثير القبة على الظاهرة الصوتية بزيادة حجمها، وهو ما يتفق مع النظرية الوظيفية في العمارة.

ثم تمسك الناس بهذه المظاهر بعد زوال مبرراتها العملية، رغم أن المسجد النبوي والمسجد الحرام لم يكن بهما قباب ولا مآذن في أول الإسلام، ولم يكن هناك كثير من السمات المعمارية المميزة التي ظهرت لاحقاً؛ فالعصر الإسلامي الأول اتسم بالبساطة الشديدة والبعد عن البهرجة والفخامة ومظاهر زينة الحياة الدنيا.

لكن الأمويين تخلوا عن هذه الروح، ودخلت على أيديهم مظاهر العظمة المعمارية؛ فمنذ عهد المؤسس، معاوية بن أبي سفيان، دخلت التقاليد الملكية إلى الإسلام. ومنذ كان والياً على الشام تأثر بالتقاليد الرومانية، وأبدى أبهة الملك بحجة إظهار عز السلطان ليُرهِب الأعداء وجواسيسهم، فقال له الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، «لا آمرك ولا أنهاك».

ظهرت المآذن لأول مرة في دمشق، عاصمة الأمويين، وكانت أول مئذنة في مصر على يد الوالي مسلمة بن مخلد في خلافة معاوية. وتعددت المآذن في المسجد الواحد، حتى وصلت إلى ست مآذن في بعض الأحيان، وظهرت القباب وتنوعت أشكالها بين مسجدٍ وآخر، وبين بلد وآخر، وامتزجت البصمات المكانية المختلفة بالفن الإسلامي. فمثلاً بسبب المناخ البارد في تركيا تميزت العمارة العثمانية بالمساجد المغلقة ذات القباب الكبيرة، بينما بنى المماليك الذين نشأوا وعاشوا حياتهم في مصر مساجد جيدة التهوية تضم ساحات غير مسقوفة وسط المسجد.

ولم تكن المساجد العثمانية في بادئ الأمر كذلك، لكن لأن مناخ الأناضول يمتاز بالصقيع وتساقط الثلوج، تم ابتكار تخطيط يتلاءم مع العوامل المناخية الصعبة، وتأثر الأتراك بالعمارة البيزنطية كذلك، ثم انتقل هذا النمط المعماري لمصر خلال الحكم العثماني، وتبادلت القاهرة وإسطنبول، أكبر مدينتين في المنطقة آنذاك، علاقات التأثير والتأثر، وانتقلت الأنماط الإنشائية منهما إلى مدن عديدة.

وعلى عكس الإشاعة التي تقول إن سليم الأول فرغ القاهرة من الصناع المهرة عندما دخلها، نجد أن العصر العثماني في مصر شهد استمرار تشييد التحف المعمارية، والباقية حتى اليوم لتشهد ببراعة صانعيها، ولا تزال بعض أحياء القاهرة القديمة تحتفظ بأسماء الصناعات المشهورة بها منذ قرون طويلة، وتتعاقب الأجيال عليها للحفاظ على التقاليد المهنية المتوارثة حتى اليوم.

الأرابيسك

خلال مسيرة تطورها ابتكرت العمارة الإسلامية عناصر معمارية وفنية خاصة بها، ويعد مبدأ الخصوصية أكثر ما تميزت به؛ إذ تم احترام خصوصية كل من المرأة والرجل في البناء، وخصوصية المنزل بصفة عامة، فظهرت الشبابيك الأرابيسك الخشبية لكي تنظر منها النساء دون أن يظهرن للمارة والجيران، وظهر باب مستقل في فقه العمارة هو ضرر الكشف، يتعلق بمسائل مراعاة حرمة الجار وعدم الاطلاع على بيته، وفقاً لما ذكره الدكتور خالد عزب في كتابه «فقه العمارة الإسلامية».

وعُرفت هذه الشبابيك باسم المشربيات؛ إذ كانت قلل المياه توضع فيها للتهوية. كذلك كان لها وظيفة مناخية؛ إذ تقلل أشعة الشمس المارة بها وتُخفف حدتها، فيدخل الضوء بهدوء من خلال الفراغات، كما تُزوّد بضُلف مصمتة لإغلاقها عند اشتداد البرودة في الشتاء.

ولم تكن تطل على الشارع فقط، بل استُخدمت مشربيات داخلية تطلع منها النساء على صحن المنزل دون أن يراهن الضيوف، وظهرت بعض الحيل المعمارية في هذا الصدد، كالدولاب الدوار الذي يفصل بين السلاملك (مكان استقبال الضيوف الرجال) والحرملك (الجزء الخاص بالنساء)، وتضع السيدات فيه الطعام للضيوف ثم يتم إدارته ليصل للجانب الآخر.

وارتبط الفن الإسلامي عموماً بالزخارف النباتية والأشكال الهندسية تجنباً لاستخدام الزخارف الحيوانية، وفراراً من الوقوع تحت طائلة الأحاديث النبوية التي تخبر بأن «كل مُصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفس يُعذب بها»، فلجأ الصناع إلى الزخارف النباتية بديلاً لاستخدام صور الأشخاص والحيوانات، عملاً بنصيحة الصحابي عبدالله بن عباس لأحد فناني عصره: «إن كنت لا بد فاعلاً، فاصنع الشجر وما لا نفس له». وهكذا ظهر فن معماري فريد، تطور على مرور الزمن وتنوعت نسخه ومجالاته.

لكن الشواهد المعمارية تُبين أن هناك استثناءات كثيرة من هذا العموم، فبعض الفنانين تساهلوا في الرسم على جدران القصور، وخصوصاً في عهد الدولة الفاطمية؛ إذ شهد انتشاراً للرسوم الحيوانية والتماثيل بصورة كبيرة، ولا تزال عرائس وأحصنة حلوى المولد التي ظهرت في العصر الفاطمي موجودة وتُصنع وتُباع حتى اليوم.

يشير الدكتور حجاجي إبراهيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة طنطا، والحاصل على جائزة المجلس العربي التقديرية لعام 2023، إلى أن الفن الإسلامي له فلسفة معينة وليس مجرد أشكال فقط، فالفنان المسلم ركز في البداية على الزخارف النباتية والأشكال الهندسية تجنباً لاستخدام الزخارف الحيوانية، بسبب الأحاديث التي تخبر بأن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون، لكن لم يقتصر الفن في العصور الإسلامية على الزخارف النباتية فقط.

وأضاف في تصريحاته لـ«كروم» أن مصطلح الأرابيسك أصله «عربسك» لأنه فن مرتبط بالعرب، وتعني الكلمة الإيطالية أرابيسكو الزخارف النباتية الدقيقة بصفة عامة وليس الشبابيك فقط، فمثلاً لو رسمت وردة وغيّرت في أحجام أجزائها بشكل زخرفي، فهذا يسمى أرابيسكو. وتابع إبراهيم أنه تم استخدام مدخل مُنكسر كي لا تُكشف حرمة البيوت عند فتح الباب، فهذه وظيفته في العمارة المدنية، أما في العمارة الدفاعية فكانت وظيفته إعاقة تقدم واندفاع الأعداء إلى الداخل.

ولفت إبراهيم إلى أن بعض المنازل كان لها سلم خاص بالنساء وآخر للرجال، وداخل البيت يوجد مصلى للنساء وآخر للرجال، وهذا بالنسبة للأغنياء أو الأمراء أو كبار التجار مثلاً، أما الفقراء فلم يكن لديهم القدرة على ذلك بل قد نجد دورة المياه خارج المنزل.

وبصفة عامة كان الدين حاضراً في كثير من التفاصيل، حتى إنه مع بدء استخدام الصنبور والمواسير لنقل المياه في عصر الخديوي توفيق، لم يؤيد استخدام الصنابير سوى فقهاء المذهب الحنفي في البداية ثم تبعهم البقية، لذلك لا يزال الصنبور حتى اليوم يُسمى في اللهجة المصرية «حنفية»، لأن أتباع المذاهب الأخرى تشكّكوا في البداية في مدى القدرة على الحفاظ على طهارة أنابيب المياه.

وخلال العصور الإسلامية استمرت التقاليد الملكية القديمة المتمثلة في تشييد الصروح الضخمة من جانب الحكام طلباً للعظمة الشخصية، لكن اختلف أشكال المباني وأغراضها، فبدلاً من الأهرامات والمعابد ظهرت المساجد والمدارس الدينية، فأخذ الأمراء يشيدون مساجد فخمة ليس بغرض التقوى بل لتخليد ذكراهم، مثل المسجد الذي اشتُهر باسم «لا بالله» تهكماً على صاحبه الوزير «ذخيرة الملك جعفر»، متولي الشرطة في عصر الفاطميين، لأنه كان يقبض على المارة عشوائياً ويقيدهم ويجبرهم على العمل في بناء مسجده فيستغيثون ويقولون «لا بالله»، فلا يلتفت لهم، ولما تم بناء المسجد هجره الناس، وهجاه أحد الشعراء بقوله:

بنى مسجداً لله من غير حِلِّهِ *** وكان بحمد الله غير موفقِ

كمطعمة الأيتام من كد فرجها *** لكِ الويل لا تزني ولا تتصدقي

واشتهر السلطان حسن بن محمد بن قلاوون في التاريخ بمسجده الفخم، وليس بسبب أي إنجازات أخرى، وورد أنه كاد يُوقف بناءه لولا أنه خشي أن يُقال إن سلطان مصر عجز أن يبني مسجداً، واشتُهر المسجد بوصف الهرم الرابع لعظمة بنائه.

العمارة المتدينة

مع صعود المد الإسلامي في بلد ما قد يزداد الاهتمام بمسألة زيادة عدد الغرف في البيت، فمع انتشار قيم التدين يهتم الناس أكثر بمسألة الخصوصية والفصل بين الجنسين حتى داخل الأسرة الواحدة، بصورة لم يكن وجودها مشترطاً بهذا الشكل في صدر الإسلام؛ إذ ذكرت الأحاديث النبوية التفريق بين الأبناء في المضاجع وليس بالضرورة في غرف منفصلة، وفصلت المساجد الحالية مصلى النساء عن الرجال على عكس الحال في العهد النبوي.

وخلال السنوات الماضية شهدت المملكة العربية السعودية عملية انفتاح، صاحبها انتشار أنماط اجتماعية غير مسبوقة، كالإقبال على العيش داخل شقق سكنية في بنايات حديثة بدلاً من البيوت المستقلة التقليدية التي تحتوي على باب للنساء وآخر للرجال، بينما تم تقسيم أماكن العمل للتفريق بين الجنسين.

فالنمط المعماري كثيراً ما يعكس أيديولوجية الدولة؛ فالنظم الاشتراكية قد تهتم بتشييد مساكن شعبية كبيرة للطبقة العاملة عبارة عن وحدات سكنية صغيرة وكلها متشابهة ليس فيها خصوصية للبشر ولا للأماكن، فيتكرر النمط في كل أنحاء الدولة ويتجاهل الاختلافات المناخية والمجتمعية، وتتضاءل مساحات الإنسان الخاصة بشكل واضح، بينما يزداد الاهتمام الحكومي بالمساحات العامة.

وفي النظم الأوتوقراطية يتم تشييد المشروعات بقرارات فوقية بغض النظر عن جدواها للمواطنين، مثل حالة أسرة راجاباكسا في سريلانكا، التي شيدت مشروعات باهظة بقروض خارجية مثل قاعات المؤتمرات الضخمة، ثم اكتشفوا أنه لا حاجة لتلك المشروعات.

وقد تظهر في الدول الأوتوقراطية ظاهرة غياب الأرصفة مثلا، كمدينة نايبيدو، العاصمة الجديدة لميانمار، التي تضم شوارع ضخمة بلا أرصفة ولا بشر، وكأنها صممت فقط للعروض العسكرية والمواكب الرئاسية، ولا يُعرف سبب لبنائها سوى تخليد ذكرى الجنرال ثان شوي، لكنها ظلت مدينة أشباح، وبقيت العاصمة القديمة، يانجون، المركز الحقيقي للدولة.

وفي الدول الرأسمالية، كل شيء تقريباً يتحول إلى سلعة تخضع للعرض والطلب، فتنتشر العشوائيات على أطراف الأحياء الفارهة، وتتضاءل الفضاءات العامة لصالح اتساع مساحات أصحاب رؤوس الأموال.

ووسط انتشار الروح التسليعية المادية في دول العالم الثالث المركزية تظهر غابات أسمنتية كثيفة تفتقر لأبسط المعايير الجمالية، وتتفشى العشوائية والسوقية، وتكتظ المدن الكبرى وتصبح متعبة للأعصاب، وتنتشر المساكن المبنية لأغراض تجارية، وتتسم بأنها ضيقة وملتصقة بغيرها من الوحدات السكنية، ولا تصبح العمارة هنا حالة فنية تعبر عن هوية ساكنيها والروح الحضارية للمكان، بل تتحول إلى مجرد فرصة لاستغلال احتياج الإنسان للحصول على أي مسكن في المدينة الكبيرة.

وغرقت المنطقة العربية في أشكال مستنسخة من أنماط غربية قد لا تتفق وتتناسق مع ثقافتها أو مناخها، فمن أبرز نقاط تميز العمارة الإسلامية التي تعرضت للتجاهل والنسيان، مراعاتها للأبعاد المناخية، ففي إحدى التجارب المعمارية، تم رصد فرق في درجة الحرارة يصل إلى 17 درجة بين مبنى حديث وآخر مبني على الطراز القديم، فالمباني الزجاجية الحديثة في الدول الحارة قد تستهلك أطناناً من التبريد، وذلك لأنه مع توفر الكهرباء وطرق التبريد الحديثة تم إهمال فنون المعمار، فتسبب ذلك في اعتماد المباني الحديثة على الكهرباء، لدرجة أنه أحياناً يصعب تحمل قضاء بضع دقائق تنقطع فيها الكهرباء، وذلك لغياب أنظمة التهوية المعمارية تماماً في تلك المباني التجارية.

في المقابل، أخذ المعماريون حول العالم يستوحون تصميمات إسلامية قديمة في المباني الحديثة، خصوصاً ما يتعلق بمسألة التهوية أو الظلال في المناطق الحارة لتقليل استهلاك الكهرباء. ويظهر الفرق كذلك عند مقارنة المشي في الشوارع القديمة، الذي يعد نزهة في حد ذاته، بالشوارع الحديثة التي كثيراً ما تفتقر إلى الظلال، وتبدو غير مريحة نفسياً للمارة بسبب افتقادها للمسات معمارية معينة تتوافر في الأحياء التاريخية حتى اليوم.

ومع انتشار العولمة، انزوت التقاليد المعمارية المحلية حول العالم حتى في الحواضر التاريخية الإسلامية الكبرى، فصارت أحياؤها القديمة وكأنها في حالة احتضار، وأضحت مدن العالم متشابهة بشكل غير مسبوق، فالعمارات النمطية الحديثة والعلامات التجارية المعتادة مثل ماكدونالدز وكنتاكي تجدها في الدول من أقصى شرق الكوكب إلى غربه.

فالعمارة كتاب تاريخي كبير الحجم، صفحاته هي البنايات التي تقف شاهدة على ثقافات وأفكار الشعوب وأنظمة الحكم المختلفة؛ ففي القاهرة يمكن رؤية الأهرامات من أعلى قلعة صلاح الدين الأيوبي إذا نظرت إلى الغرب، وإذا أدرت وجهك للجهة الأخرى تبدت لك المآذن مختلفة الطرازات ما بين عثماني ومملوكي وفاطمي، وغير بعيد منها القاهرة الخديوية ذات الطراز الأوروبي، وتبقى المساكن الاشتراكية شاهدة على الحقبة الناصرية، وصولاً إلى العشوائيات والمباني العولمية، وكأنك في آلة زمن تتنقل ما بين عصر وعصر سيراً على قدميك، أو حتى بمجرد تقليب ناظريك في هذا الكتاب التاريخي ذي الصفحات الضخمة.

# العمارة الإسلامية # العمران # تاريخ # تاريخ وحضارة # فكر إسلامي # تاريخ إسلامي

«معركة خلدة»: عن الهزائم التي تلد انتصارات
هدد بقاء الإمبراطورية: التعصب الرياضي في القسطنطينية
رشيد رضا: لماذا تخلى عن عباءة الإصلاح الديني؟

مجتمع